كلمة ( لا ) صغيرة في لفظها وكتابتها
لكنها كبيرة في معناها ومغزاها
تعبر عن ضغط أو تكثيف لرفضك وإبائك وممانعتك
فلا تستهين بمقدرتها على إنقاذك
في المواقف المحرجة أو الضاغطة
سواء الترهيبية أو الترغيبية أو التوريطية
إنها سلاحك الذي تقاتل به الضغوط السلبية
صغيرة كانت أو كبيرة
ولا تنسَ أن بعض الضغوط الصغيرة
إذا استهنت بها ولم تقل لها ( لا )
فإنها تكبر وتس**حل وتنشط لافتراسك
حتى تغدو ضغوطا كبيرة قد تعجز عن مو اجهتها
قل ( لا ) لأي ضغط سلبي
مهما كان شكله ونوعه وحجمه ومصدره
فكما تتدرب على حمل الأثقال
لبناء عضلات متينة مفتولة
فإن ( لا ) تحتاج إلى تدريب
حتى تصبح عضلات الإرادة قوية متماسكة
بمعنى أن تكون رافضة مقاومة ممانعة
كن صادقا مع نفسك وقيمك وأهدافك
ولا تجامل أحدا على حسابها
هل ترضى بأن تجامل الآخرين
وتدخل في حلقة اغتياب
وأنت تعلم أن الله يبغض الغيبة والمغتابين
ويصف المغتاب بأنه أكل لحم أخيه ميتا ؟
كيف اذن تسمح لهم أن يستدرجوك
لمواقع الزلل والوقوع في مطب المعصية
قولا كانت أو عملا ؟
ولكي تقول ( لا )
لابد أن تتحمل مسؤولية موقفك
ونتائج عملك بشجاعة
فـ ( لا ) مكلفة ولها ضريبة باهظة
لكن فوائدها جليلة ونتائجها باهرة
من السهل عليك أن تقول ( نعم )
لأي ضغط سلبي
فليس في ذلك جهد أو عناء يُطلب
ولكن الضعفاء هم من يقولون ( نعم )
دائما حتى إذا لم يقبلوا بشئ أو لم يكن يروق لهم
( نعم ) إذا كنت مقتدرا على أداء شئ
وطلب منك ذلك ولم تترك استجابتك
أي مردود سلبي عليك
فـ ( نعم ) هنا في مكانها
لكنّها دين عليك
أي أنك يجب أن **ي باستجابتك
هذه الـ ( نعم ) إيجابية
وهناك ( نعم ) سلبية
وهي نوع من أنواع الاستجابة للضغط
فقد تستجيب للضغط وأنت مكره
وقد تستجيب للضغط ولا إكراه عليك
وتلك هي الـ ( نعم ) المذمومة
فلأنك _ مثلا _ رأيت بعض الناس يدخنون
رحت تدخن تقليدا لهم
وليس بضغط أو تشجيع منهم
فأنت قلت ( نعم ) من غير أن يطلب منك
أو تكره على قولها
ومع ذلك فقول ( لا ) صعب لأنه يعني الرفض
والمقاومة والرفض في العادة ممقوت
فإن لم تستجب لبعض رغبات النفس الهابطة
فربما ألحت عليك
وعاونها الشيطان في تحبيب الرغبة
وأنك مضطر لحرمان نفسك
من تلك المتعة أو تلك اللذة
والرفض أيضا ممقوت من قبل الضاغطين
الذين يعرضون عليك الاستجابة
لرغباتهم أو طلباتهم فتصدهم بقولك ( لا )
وربما مارسوا عليك ضغوطا
أخرى حتى يخضعوك لإرادتهم
تذكر أن الكبار أصحاب النفوس الكبيرة
والإرادات العظيمة والمقاومين الأبطال
لم يصبحوا كذلك بلمسة سحرية ..
لقد قالوا في أول الأمر
للضغوط السلبية الصغيرة ( لا )
وحينما نجحوا في رفضها وقهرها
كانوا على أتم الاستعداد
لرفض وقهر ماهو أكبر منها
...............
أخترت الموضوع ونقلته لكم لوجود
الربط بينه وبين الحكمة التي تقول :
من أكثر الأخطاء التي يرتكبها الإنسان في حياته
كان نتيجة لمواقف من الواجب
أن يقول فيها ( لا ) فقال ( نعم )